الحرص عليه و شعر الطفل جيفارا بالاختناق من هذه المعاملة الحريصة المدللة فثار و قرر ان يمارس جميع انواع الرياضة فعشق ركوب الدراجات و الخيل لكي يثبت لنفسه انه لا يمكن لاحد ان يفرض عليه ايه قيود ولطالما وصفه والده بانه متمرد لحد الجنون و ان عينيه المضيئتين تخفيان وراءهما الكثير من الهدوء و لكنه يسبق عاصفة مجهولة0
كبر الطفل ورغم انه لم يتجاوز ال15عاما سجنت والدته فجاة و دون اي مقدمات و تعرضت للتعذيب و لم ينقذها سوي نفوذ عائلته و غني والده و من هنا بدا يشعر بالظلم و يكرهه0
انهي جيفارا دراسته الثانوية و خيره والده بين دراسه الطب او المحاماه فاختار جيفارا ان يكون طبيبا و عندما ساله والده عن السبب اجاب قائلا سوف اساعد كل مريض علي التحرر من مرضه0
بهذا المنطق جلس علي مقاعد الدراسة الجامعية و عرف اسرار الجسد البشري و بدا في قراءة الافكار الثورية و خاصة مباديء الثورة الفرنسية و الروسية و من هنا ادرك جيفارا ان الثورة الحقيقية التي ينشدها لا تقتصر علي التحرر من امراض الجسد بل الثورة الحقيقية هي التي تقلب تربة الارض راسا علي عقب و من هنا بدا المتمرد الكامن بداخله في التحرك ذلك التمرد الذي دفعة دفعا الي ان يقول ان مهنة الطب ليست شيئا و ان ما ينقصة شيء مافي داخله ينادية لان يخرج من بيئته الضيقة فينطلق و يشاهد مئات العيون الجائعة المظلومة0
قرر جيفارا ان يرحل تاركا اسرته و مهنة الطب و اصبح الجميع يرونه في كل مظاهرة او اضراب او معركة او ثورة من اجل الحرية 0
اشتد عليه المرض و دخل المستشفي و تزوج من ممرضته التي تكبره بعشر سنوات و بعد خروجة من المستشفي انتقل الي الادغال ليلتقي بصديق عمره فيديل كاسترو ليبدءا معا رحلة كفاح شهيرة ضد الامريكان 0
بدءا معا مشوار طويل و تعرضا للخيانة و الانتصار و الانكسار و التقت اراؤهما و اوجاعهما و كان هدفهما الاوحد هو اسقاط باتيستا حاكم كوبا الصغيرة و في عام 1959 دخل الاثنان بقواتهما منتصرين الي كوبا و تسلم كاسترو الحكم و السلطة
نجحت كوبا و وقفت علي قدميها تحررت و أصبحت نموذجا اشتراكيا طالما حلم به و حققه جيفارا و قرر المتمرد الثائر ان يرحل من كوبا الي دول اخري محاولا تطبيق النموذج الكوبي فيها محاربا الظلم و القهر الذي تتعرض له دول امريكا اللاتينية الاخري 0
و بافكاره الثورية وقف ضد سياسات المحتلين في امريكا اللاتينية ( الجنوبية ) في بيرو و فيتنام و الدومنيكان و الكونغو و غيرها و استطاع ان يجعل المخابرات الامريكية تصبح في حيرة منه و تريد النيل منه و لكن لا جدوي 0
و في يوم مؤلم واسطوري من عام 1967 أصدرت مانشيتات المجلات و الجرائد الامريكية عنوان حزين يقول (هذا هو تشي جيفارا لقد انتصرنا عليه )نعم وقع جيفارا جريحا في قبضتهم و كانت الاوامر تقضي بان يتم الحفاظ عليه جريحا بعد ضربه ضربا مبرحا و هو ملقي في زنزانته مصابا بطلقات نارية متعدده في مختلف انحاء جسده . و اطلق عليه الضابط (ماريو) النار من اعلي الي اسفل حتي تطول فتره احتضاره و قاموا بتمثيل جثته و دفنه في مكان غير معلوم و قطعوا يده و ارسلوها الي صديقه فيديل كاسترو الذي مازال يحتفظ بها حتي الان 0
هذه كانت مجرد لحظات و مواقف من حياة الثائر الوسيم ارنستو جيفارا
الآن اقدم لكم صور لجيفارا