يعتبر ريال مدريد النادي الأعلى إيراداً في كافة الرياضات مع عائدات تصل إلى 512.6 مليون يورو (650.5 مليون دولار) في موسم 2011/ 2012، وذلك وفقاً للتقرير السنوي السادس عشر لشركة ديلويت الاستشارية عن الشؤون المالية في كرة القدم. وقد حقق النادي الإسباني زيادة في العائدات بقيمة 33.1 مليون يورو (7%)، متصدراً الترتيب في هذا التقرير للسنة الثامنة على التوالي، معادلاً بذلك رقم مانشستر يونايتد الذي احتل الصدارة من موسم 1996/97 إلى موسم 2003/2004.
وقد ارتفع مجموع عائدات أندية كرة القدم العشرين الأغنى في العالم بنسبة 10% في العام المنصرم ليبلغ 4.8 مليار يورو (6.1 مليار دولار أميركي) في موسم 2011/12.
في هذا السياق، قال "دان جونز"، الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت "إنّه لإنجاز مذهل أن يتصدّر ريال مدريد الترتيب للسنة الثامنة على التوالي ويحقق عائدات قياسية في موسم واحد تفوق عائدات أيّ فريق رياضي آخر في العالم. لقد شكل هذا النادي رأس الحربة في مسار ارتفاع معدّل العائدات الذي حققته الأندية الكبرى في اللعبة، مع زيادة مميّزة (10%) للأندية العشرين الأغنى، مما يمثّل أداء متيناً ومتكاملاً في هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة. كما وارتفع مجموع عائدات الأندية العشرين الأغنى بنسبة أربعة أضعاف منذ أن بدأنا بنشر تقريرنا في موسم 1996/97.
"بالاضافة إلى ذلك، شهدت ثمانية من الأندية العشرين الاولى انخفاضاً في العائدات في موسم 2011/12، ويعود هذا الأمر في معظم الحالات إلى مستويات الأداء المتراجعة نسبياً في المنافسات الأوروبية للأندية، أكثر منه بسبب تأثيرات الركود الواسعة النطاق. وتساهم الأندية العشرين المدرجة في التقرير مجتمعة بأكثر من ربع مجموع عائدات سوق كرة القدم الأوروبية، ومن المتوقّع أن تحقّق أكثر من 5 مليارات يورو (6.3 مليار دولار أميركي) في ما بينها في موسم 2012/13".
وللسنة الخامسة على التوالي، بقيت المراكز الستة الأولى موزّعة بين الأندية نفسها وهي: ريال مدريد، وإف سي برشلونة، ومانشستر يونايتد، وبايرن ميونيخ، وتشيلسي، وأرسنالأرسنال. وقد حافظ إف سي برشلونة على المركز الثاني في الترتيب ليحقق ثنائية إسبانية في الصدارة للسنة الرابعة على التوالي.
واستطرد جونز قائلاً "إن محافظة الأندية هذه على المراكز الستة الأولى يشير إلى تمتعها بأضخم القواعد الجماهيرية وبالتالي أعلى العائدات على الصعيدين المحلي والدولي على حد سواء".
وكان كل من ريال مدريد وإف سي برشلونة قد وقّع مؤخراً اتفاقات تجارية مع شركاء في الشرق الأوسط. وفي تعليق على تأثير الشرق الأوسط في تقرير الأندية قال جونز "يحمل تقرير هذه السنة عدداً من المآثر المثيرة للاهتمام؛ لكن أهمها من دون شك هو تأثير الشراكات التجارية الشرق أوسطية المتواصل على العائدات. ويعود صمود الأندية الكبرى أمام الضغوط الاقتصادية في جزء منه إلى جاذبيتها العالمية. فقد باتت أسماء الأندية الأوروبية الكبرى اليوم تمثّل عملة عالمية، ويتجلى هذا الأمر بأبهى صورة في تهافت مصادر الرعاية من الشرق الأوسط. ووفقاً لترتيب التقرير بالفعل، فإنّ أربعة من الأندية العشرة الأولى قد عقدت صفقات شراكة ووضعت أسماء رعاتها من شركات الطيران في الشرق الأوسط على قميصها ".
وقال "جوليان هوكينز"، الشريك المسؤول للاستشارات في ديلويت الشرق الأوسط "يتواصل الدور الفعال الذي يضطلع به الشرق الأوسط في النمو العالمي بوتيرة متسارعة. فقد شهدنا النمو والمنافسة بين شركات الطيران الإقليمية خلال السنوات الأخيرة والتي تعمل على ربط اسمها بكبرى الماركات في عالم كرة القدم. وقد بات بناء الشراكة مع الأندية الكبرى في أوروبا هدفاً أساسياً لهذه الشركات يتماشى مع أسواقها كما مع المستهلكين الدوليين".
وقد حقق مانشستر سيتي قفزة نوعية هذه السنة ليتخطى ليفربول ويرتفع خمسة مراتب دفعة واحدة إلى المركز السابع. كما تمكّن حامل اللقب الإنكليزي والمملوك من أبو ظبي من زيادة عائداته بنسبة 51% وصولاً إلى 285.6 مليون يورو (362.4 مليون دولار أميركي) مدعوماً بلقب البطولة، وبمنافسة على لقب دوري الأبطال الأوروبي، وببداية شراكة جديدة لمدة عشر سنوات مع خطوط الاتحاد الجوية.
كذلك، لم يقلّ فريق أرسنال شأناً عن منافسه حيث أحتل المركز السادس في الترتيب وقد مدّد مؤخراً عقده مع شركة الطيران الإماراتية. ويمثّل هذه العقد الجديد بقيمة 150 مليون جنيه استرليني (235.5 مليون دولار أميركي) زيادة ملحوظة على العقد السابق ويمنح الشركة حصرية ظهور اسمها على قميص الفريق حتى نهاية موسم 2018/19 وحصرية تسمية الاستاد الخاص بالنادي حتى العام 2028.
أمّا الوافد الجديد إلى الترتيب فنيوكاسل يونايتد الذي حلّ مكان فالنسيا. ومرّة جديدة يبرز الدوري الإنكليزي الممتاز الذي ساهم بسبعة أندية في ترتيب الأندية العشرين الأغنى وبينها خمسة أندية ترد بين الأندية العشرة الأوائل. وتقبع أربعة أندية إنكليزية أخرى خارج ترتيب الأندية العشرين الأولى (وهي إيفرتون، أستون فيلا، فولهام وسندرلاند).
وختم جونز قائلاً "يظهر تأثير الشرق الأوسط جلياً في تقرير هذه السنة. إذ حين ننظر إلى الشراكات التجارية التي حققتها المنطقة، وإلى الارتفاع في مستوى الاستثمار التملكي في أنحاء أوروبا، بالإضافة إلى بطولة العالم المقبلة في قطر، نرى بوضوح أنّ الشرق الأوسط قد احتل مكانة أساسيةً في كرة القدم.