تلك المخادع محمية بجدران من النار لا ندري ما يدور فيها .. ولكننا نرقب الصباح حتى نراهم
يلقون الخطابات ليحمونا ليسعدونا ليحققوا امننا ... نرفع لهم الهتافات ... يرون اننا بخير لانهم
ينظرون الينا من اعلى ابراجهم العاجية ... وما اذا احد وضع قدمه في مخادعهم فانهم
يرمون انسانيتهم في سلة المحذوفات .. ليسهل استرجاعها في محافلهم
من اجل ان يعيشون يروا ان الكثير يجب ان يموت ومن اجل ان يترفوا يعملوا الكثير على الافقار
لاهم لهم الا ان يبقوا على منصة او امام عدسة يرون ان بقاءهم امام الاضواء هو الاساس في
حياتهم حتى اذا ما عتم عليهم الظلام ولو قليلا فانهم ينتفضون ويغضبون ويسحقون من يقف في طريقهم
اما ان نبقى جاهلين و نرفع لهم كل مكاء وتصدية او ان نكشف حقيقتهم فنرى حمامات من الدماء
حولنا ما دام ولو نز يسير من اسراهم داخل جماجمنا ولا يطمئنون الا اذا ازيحت رؤوس
النزهاء او تلوثت سمعتهم في مستنقع الاشاعات
يا لها من حياة جميلة ولكن لا يحسدهم احد عليها الاجاهل