خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": سؤال للرئيس
مرسى.. هل ترسانات الصواريخ والمدافع والألغام الأرضية فى سيناء موجهة ضد
إسرائيل.. أم تستعد لضرب جيش مصر فى الداخل «أولا وأخيرا»؟ الجمعة، 24 مايو 2013 - 09:04
الكاتب الصحفى خالد صلاح
فرحنا بعودة الجنود.. والآن حانت لحظة مواجهة النفس بالأسئلة المؤلمة؟
أسئلة تطرحها المعلومات المؤلمة التى صرنا نعرفها جميعا عما يجرى فى سيناء،
لم يعد الأمر سرا، ولم تعد النوايا خافية على أحد، لكن مصر كلها أمام سؤال
صعب: هل نحن نتحرك كدولة وطنية تدافع عن أراضيها ومستقبلها، أم أننا نحيا
اللحظات الأخيرة فى وداع الدولة الوطنية الواحدة، ونستعد لدخول معركة إسقاط
مصر بالكامل؟
أسأل بالأساس الرئيس الدكتور محمد مرسى، هل تستطيع يا سيدى أن تعرف على وجه
الدقة ما السبب الذى يدفع الحركات الجهادية المزروعة على أرض سيناء، لأن
تمتلك معدات ثقيلة، وصواريخ متطورة، وترسانات من المعدات الحربية؟
أسألك بصفتك رئيسا لمصر، هل هذه الأسلحة موجهة بالفعل للنضال ضد إسرائيل،
كما يزعم كهنة الخداع الذين يمنحون الغطاءين السياسى والدينى لهذه
الجماعات؟ أم أن تلك الترسانة تتم تعبئتها لمواجهة القوات المسلحة المصرية،
والحرب على جيش مصر فى معركة فاصلة لإسقاط هذا البلد؟
وإذا كانت هذه الأسلحة موجهة ضد إسرائيل، فلماذا يأتى بعضها من غزة أصلا
ويعبر إلى سيناء؟، بل لماذا يأتى بعضها من إسرائيل نفسها، ويمر عبر الحدود
إلى أراضينا؟، وإذا توهمنا أن هذه الأسلحة ضد إسرائيل، فلماذا لم يسقط بها
إسرائيلى واحد، وكان الضحايا دائما من جنود مصر الساهرين على الحدود، هؤلاء
الجنود الذين يطبقون أسمى آيات الجهاد الحقيقى، دفاعا عن شعب مصر؟، كيف
يكون السلاح ضد إسرائيل، ولا يتوجه هذا الرصاص الآثم إلا إلى صدور أعظم جيش
واجه إسرائيل فى تاريخ الصراع؟
أسألك وأنت تملك الآن ناصية الأمر والنهى، وتطلع على تقارير الأجهزة
الاستخباراتية، قل لى يا فخامة الرئيس من يموّل هذه الصفقات المهيبة، لشراء
الصواريخ المضادة للطائرات، والمدافع الجاهزة لدك الحصون العسكرية،
والمدافع المضادة للدبابات والمدرعات، وآلاف الألغام الأرضية؟، من يدفع هذه
الأموال فى مصر أو خارج مصر؟، ولماذا يدفعها؟، ومن ينقلها إلى سيناء؟، ومن
يتولى عمليات تدريب الجماعات المسلحة هناك على استخدام هذه الأسلحة؟
من يدفع؟، ومن هم المصريون الذين يتولون نقلها؟، ومن يقوم بعمليات
التخزين؟، ومن هم الذين يطمئنون فى القاهرة لوجود هذه الأسلحة فى سيناء؟
هل لاحظت، وأنت رئيس لكل أجهزة المعلومات فى البلد، أن إسرائيل لا تشعر
أساسا بأى قلق تجاه هذه الأسلحة، وأن الولايات المتحدة نفسها لا تقلقها
الكميات الهائلة لهذه الصواريخ، والألغام، والمدافع على أرض سيناء؟، ألم
تتوقف أمام هذا الاطمئنان الأمريكى الإسرائيلى؟، تُرى هل يعرف هؤلاء أن هذه
الأسلحة لا تستهدفهم من الأساس، ويعلمون يقينا أن تجهيزات هذه الجيوش
السرية على أراضينا، إنما يتم إعدادها لإسقاط جيش مصر فى لحظة فاصلة، ليسقط
آخر الجيوش العربية فى المنطقة تحت أقدام هذه الجماعات السرية فى بلادنا؟
قل لى يا فخامة الرئيس، هل تساورك الشكوك والمخاوف، مثلنا، وأنت تقرأ
تقارير من هذا النوع كل صباح، أم أنك مطمئن لأسباب أخرى، أو لغايات أخرى لا
نعرفها، أو لأنك تعرف أكثر مما نعرف؟
قل لى يا سيدى، ما الذى شعرت به حين طالعت التقارير المؤكدة التى تقول لك،
إن بعضا من حلفائك القدامى- انتخابيا على الأقل- وبعضا من الذين أطلقت
سراحهم أنت بنفسك بعد توليك الرئاسة، متورطون فى هذه الجرائم.. قتل «جنود
مصر»، وخطف «جنود مصر»، وتخزين السلاح ضد «جنود مصر»، وزرع جواسيس على
الطرق لاصطياد «جنود مصر»؟
هل أنت سعيد الآن أم أنك تشعر بالندم على قرارات العفو؟
هل أنت مطمئن لهذا السلاح؟، هل تفكر فى أن التهديدات التى سمعناها ضد جيش
مصر من بعض المخادعين فى الداخل، بأن «الدم قادم» لا محالة، أو بلغة أخرى
«هنخليها دم»، يمكن أن تقودك إلى أن هذه الاستعدادات على أرض سيناء جزء من
هذا التهديد؟
من أين تريد الحصول على أوسمة الشرف سيدى الرئيس.. من جيش مصر الباسل.. أم من الذين أطلقت سراحهم فخانوا جيش مصر الباسل؟
الاختيار لك..
والأسئلة علينا.. والإجابة عليك!